فجر رمضان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاء وصفه في الأحاديث . ومقارنته بالفجر الفكلي المعتمد في أغلب الدول الإسلامية .
فجر رمضان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاء وصفه في الأحاديث . ومقارنته بالفجر الفكلي المعتمد في أغلب الدول الإسلامية .
📣الأذان الأول: عند بزوغ أول ضوء .
📣الأذان الثاني: بعد استطارة الضوء .
⏱️ بين الأول والثاني : مقدار ما يؤذن بلال وينزل ويصعد ابن أم مكتوم الأعمى .
🎙️الإقامة بعد مقدار قراءة خمسين آية وقيل بمقدار ركعتي سنة الفجر .
الأذان الأول :
أذان التنبيه للسحور عند مشاهدة أول ضوء في الأفق مصعداً أفقياً قبل أن يستطير مقابل مطلع الشمس
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه ، أن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ - أَوْ أَحَدًا مِنْكُمْ - أَذَانُ بِلاَلٍ مِنْ سَحُورِهِ، فَإِنَّهُ يُؤَذِّنُ - أَوْ يُنَادِي بِلَيْلٍ - لِيَرْجِعَ قَائِمَكُمْ، وَلِيُنَبِّهَ نَائِمَكُمْ، وَلَيْسَ أَنْ يَقُولَ الفَجْرُ - أَوِ الصُّبْحُ -» وَقَالَ بِأَصَابِعِهِ وَرَفَعَهَا إِلَى فَوْقُ وَطَأْطَأَ إِلَى أَسْفَلُ حَتَّى يَقُولَ هَكَذَا وَقَالَ زُهَيْرٌ: «بِسَبَّابَتَيْهِ إِحْدَاهُمَا فَوْقَ الأُخْرَى، ثُمَّ مَدَّهَا عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ» صحيح البخاري (1/ 127)
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَغُرَّنَّكُمْ مِنْ سَحُورِكُمْ أَذَانُ بِلَالٍ، وَلَا بَيَاضُ الْأُفُقِ الْمُسْتَطِيلُ هَكَذَا، حَتَّى يَسْتَطِيرَ هَكَذَا» وَحَكَاهُ حَمَّادٌ بِيَدَيْهِ، قَالَ: يَعْنِي مُعْتَرِضًا صحيح مسلم (2/ 770)
قال ابن رجب :هذا يدل على انه كان يؤذن قريبا من الفجر، وقد ذكرنا في الباب الماضي، انه كان يؤذن إذا طلع الفجر الاول. فتح الباري لابن رجب (5/ 332)
قال الطحاوي في شرح معاني الآثار: عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبِلَالٍ: «إِنَّكَ تُؤَذِّنُ إِذَا كَانَ الْفَجْرُ سَاطِعًا , وَلَيْسَ ذَلِكَ الصُّبْحَ , إِنَّمَا الصُّبْحُ هَكَذَا مُعْتَرِضًا» فَأَخْبَرَهُ فِي هَذَا الْأَثَرِ أَنَّهُ كَانَ يُؤَذِّنُ بِطُلُوعِ مَا يَرَى أَنَّهُ الْفَجْرُ , وَلَيْسَ هُوَ فِي الْحَقِيقَةِ بِفَجْرٍ. شرح معاني الآثار (1/ 140)
الأذان الثاني :
أذان التوقف عن السحور ودخول وقت صلاة الفجر بعد أن يستطير في الأفق ويشاهد في كافة الأفق
عن عَبْدِاللَّهِ بن عمر رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ بِلاَلًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ»، ثُمَّ قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا أَعْمَى، لاَ يُنَادِي حَتَّى يُقَالَ لَهُ: أَصْبَحْتَ أَصْبَحْتَ صحيح البخاري (1/ 127)
كم كان بين الأذان الأول والثاني
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُؤَذِّنَانِ بِلَالٌ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ» قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا إِلَّا أَنْ يَنْزِلَ هَذَا وَيَرْقَى . هَذَا صحيح مسلم (2/ 768)
الإقامة للصلاة :
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، حَدَّثَهُ: " أَنَّهُمْ تَسَحَّرُوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ، قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ أَوْ سِتِّينَ "، يَعْنِي آيَةً صحيح البخاري (1/ 119)
عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: «تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخَرَجْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ» فَقُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: «قَدْرُ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً» قَالَ: قَالَ يَزِيدُ، فِي حَدِيثِهِ: فَقُلْتُ لِزَيْدٍ: كَمْ كَانَ قَدْرُ مَا بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: نَحْوًا مِنْ خَمْسِينَ آيَةً مسند أحمد مخرجا (35/ 491)
الفجر الفلكي المعتمد في أغلب التقاويم في الدول الإسلامية
أولاً : لم يقع خلاف بين الفلكيين قديماً وحديثاً ولا بين شرقيهم وغربيهم ولا بين مسلمهم وكافرهم في تحديد درجة الفجر الفلكي والتي يمكن فيها رؤية أول ضوء يظهر في الأفق وهي الدرجة 18 قبل الشروق فالشروق يكون على الدرجة صفر
فيقسمون الفجر إلى ثلاثة أقسام :
الفجر الفلكي عند الدرجة 18
والفجر البحري عند الدرجة 12
الفجر المدني عند الدرجة 6
فالفجر عند الفلكيين هو وقوع الشمس في منزلة يمكن رؤية أول ضوئها إذا كان الإنسان في منطقة خالية من أي ملوثات فرصد هذا الفجر عند الفلكيين يحتاج إلى البحث عن أفضل الظروف الزمانية والمكانية لرؤيته ولا يشترطون فيه التبين للجميع وإنما يجزمون بإمكانية المشاهدة لأول ضوء للفجر
فالفجر الفلكي يشبه الولادة الفلكية للشهر فهي ليست رؤية الهلال وإنما إمكانية رؤيته .
فجاء في بيان الفلكيين المنشور بتاريخ: 18 رمضان 1436 هـ الموافق 05 تموز/يوليو 2015م. وفي موقع الفلك الدولي :
والخطأ الذي وقع به هؤلاء –بحسن نية- أنهم رصدوا الفجر من أماكن غير مناسبة إما بسبب وجود إضاءة مدن قريبة أو بسبب الرصد من مكان غير صافي، وبالتالي لم يشاهدوا الفجر على الرغم من طلوعه، ولو رصدوا الفجر من مكان مظلم تماما وصاف تماما، لشاهدوا الفجر مع الآذان. https://www.astronomycenter.net/fajer.html
وعند مناقشتهم بأن الأحاديث ورد فيها وصف للفجر الأول الكاذب وأنه يظهر أولاً ثم يستطير وأن بينهما وقت قصير ذهبوا إلى القول بأن الفجر الكاذب ظاهرة فلكية تقع قبل الفجر بوقت طويل واعرضوا عن الأحاديث ودلالتها
ففي ذات المقال السابق يقولون : الفجر الكاذب ظاهرة فلكية معروفة عند المسلمين وعند غيرهم وهو يظهر قبل الزاوية 19 بكثير وقد علم ذلك بالرصد المستفيض سواء من قبل المسلمين أو غير المسلمين المهتمين بالظواهر الفلكية بشكل عام.
والخلاصة في المقارنة بين الفجر كما وصف في الأحاديث الصحيحة وبين الفجر الفلكي المعتد في التقاويم يمكن عرضها في النقاط التالية :
الفجر كما وصف في الأحاديث | الفجر كما يصفه الفلكيين |
أن الفجر يتبين فيه بياض النهار من سواد الليل . | أن الفجر يظهر أول ضوء يمكن مشاهدته في ظروف خاصة . |
أن الفجر يستطير في الأفق ويرى في جميع الأفق الشرقي على رؤوس الجبال . | أنه أول ضوء يمكن أن يشاهد في جهة المشرق عند الزاوية 18 . |
أن الفجر الكاذب أول ضوء يظهر عمودياً ويتبعه الصادق . | أن الفجر الكاذب ظاهرة فلكية قد ترصد أحياناً. |
أن الفجر الكاذب يسبق الفجر الصادق بوقت قصير يقدر بأقل من الربع ساعة | أن الفجر الكاذب يسبق الفجر الصادق بوقت طويل . |
أن الفجر الصادق يصحبه حمرة معترضة أفقياً في كافة المشرق | أن الفجر الصادق البياض الظاهر أول ضوء يشاهد . |
وصف الفجر الكاذب بأنه خادع يغر الجاهل فحذر النبي صلى الله عليه وسلم من الاغترار به . | وصف الفجر الكاذب ظاهرة فلكية معروفة منفصلة تماماً عن الفجر الصادق ولا يمكن يخدع بها . |
تعليقات
إرسال تعليق