خطبة عن وصية الشهيد بإذن الله أنور أحمد سعيد الزهراني شوال 1437
خطبة تبرز جانب مشرق من جوانب جنود المملكة العربية السعودية المرابطين على الحد الجنوبي .
•الشهيد
بإذن الله أنور بن أحمد سعيد الزهراني أستشهد أثناء حرب الروافض الحوثيين في الحد
الجنوبي في شوال 1437 هـ وقبل زواجه بليالي وقد كتب وصية تشع نوراً وتداولها
الناس عبر وسائل الاتصال وقد أوصى بقراءتها على الجمع ونشرها نفعه الله بها وتقبله
في الشهداء .والوصية لتنقل
لنا وجهاً مشرقاً عن أبناءنا المرابطين على الحدود تشهد بصحة عقيدتهم وما يجاهدون
لحفظه والدفاع عنه .
نص الخطبة :
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ( .
)يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً( .
)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً( أما بعد:
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ( .
)يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً( .
)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً( أما بعد:
فإن الله تعالى يقول في كتابه {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ
وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ
أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ
الْجَحِيمِ (19) اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ
وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ
أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ
حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ
وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [الحديد: 19، 20]
نعم إنهم الشهداء الذين استشهدوا في سبيل الله
الذين أمرنا الله تعالى في شأنهم فقال {وَلَا تَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ
يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ
بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا
هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ
اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ
مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا
أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا
لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ
الْوَكِيلُ} [آل عمران: 169 - 173]
فاليوم نقف مع وصية من نحسبه شهيدا ممن استشهد وهو يدافع
عن هذا البلد المبارك ممن لهم بعد الله الفضل فيما نعيش من الأمن ممن اختارهم الله
لحفظ أمن البلاد تحت ظل هذه الدولة المباركة دولة التوحيد التي ترفع راية لا إله
إلا الله وأن محمد رسول الله وتحكم شرع الله وتدين بمنهج أهل السنة والجماعة منهج
الكتاب والسنة .
إنها وصية الشهيد بإذن الله أنور الزهراني التي أسطرها
تشع نوراً وكتب القبول بين الناس وتداولها عبر وسائل الاتصال لتنقل لنا وجهاً
مشرقاً عن أبناءنا المرابطين على الحدود تشهد بصحة عقيدتهم وما يجاهدون لحفظه والدفاع
عنه .
وقد سُئل سماحةُ الشيخِ عبدُ العزيز بنُ باز ما نصه : السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فأرجو من سماحتكم إفتائي في حكم إطلاق لفظة ( الشهيد ) على
المعين ، مثل أن أقول : الشهيد فلان ، وهل يجوز كتابة ذلك في المجلات والكتب وجزاكم
الله خيرا ؟
ج : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، بعده كل من سماه النبي
صلى الله عليه وسلم شهيدا فإنه يسمى شهيدا؛ كالمطعون والمبطون وصاحب الهدم والغرق والقتيل
في سبيل الله والقتيل دون دينه أو دون ماله أو دون أهله أو دون دمه ، لكن كلهم يغسلون
ويصلي عليهم ما عدا الشهيد في المعركة فإنه لا يغسل ولا يصلى عليه إذا مات في المعركة؛
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يغسل شهداء أحد الذين ماتوا في المعركة ولم يصل عليهم
كما رواه البخاري في صحيحه عن جابر رضي الله عنه .
وفق الله الجميع لما يرضيه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
. الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية
فنقرأ شيئاً من الوصية ونذكر تعليقاً عليها .
نص الوصية :
|
التعليق
|
أنا أنور بن أحمد بن سعيد الزهراني أكتب وصيتي هذه
أقتداءً بما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبمشورة منصور بن محمد الخزمري
وأقول فيها :
|
ومصداق ذلك ما في الصحيحين
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا حَقُّ امْرِئٍ
مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ، يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ
عِنْدَهُ» صحيح البخاري (4/ 2)
|
أنني أشهد أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن
محمد عبده ورسوله ، وأشهد أن الجنة حق وأن النار حق وأن رسل الله عز وجل حق وأن
كتب الله التي أنزلها حق وأن الموت حق وأشهد أن البعث بعد الممات حق وأوصي من
خلفي :
|
صحيح البخاري (4/ 165)
عَنْ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى
عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ،
وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ
مِنَ العَمَلِ»
|
أولاً : بتقوى الله في السر والعلن وأوصيهم بحفظ كتاب
الله وألا يرضوا بعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وعلموا بأن للناس حق وحق الأقربين أولى .
|
وفي هذا إشارة إلى التوازن في حياة المسلم السالم من
الغلو بين أداء حق الله وحق المخلوقين ففي صحيح البخاري (3/ 39)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا، قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَبْدَ
اللَّهِ، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ، وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟»، فَقُلْتُ:
بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «فَلاَ تَفْعَلْ صُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ،
فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ
لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ بِحَسْبِكَ
أَنْ تَصُومَ كُلَّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ
أَمْثَالِهَا، فَإِنَّ ذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ»، فَشَدَّدْتُ، فَشُدِّدَ
عَلَيَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً قَالَ: «فَصُمْ صِيَامَ
نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ [ص:40]، وَلاَ تَزِدْ عَلَيْهِ»، قُلْتُ:
وَمَا كَانَ صِيَامُ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ؟ قَالَ: «نِصْفَ
الدَّهْرِ»، فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ بَعْدَ مَا كَبِرَ: يَا لَيْتَنِي قَبِلْتُ
رُخْصَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
|
وأوصي أخوتي وأخواتي ببر أمي فهي من بقي من أبواب الجنة
بعد أبي رحمه الله وأرجوا أن تبروا بها وأن تحسنوا إليها وأن لا ينقصها شيء من
حوائج الدنيا .
وأوصيكم بصلة الأرحام وخصوصاً أخواتي فأنتم سندهم
وعونهم بعد الله واعطفوا على اخواني الصغار وأحسنوا إليهم
|
وهكذا الصالحين يوصون بصلة من أمر الله به أن يوصل صحيح
البخاري (2/ 93)
عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ
أُحُدٌ دَعَانِي أَبِي مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: مَا أُرَانِي إِلَّا مَقْتُولًا
فِي أَوَّلِ مَنْ يُقْتَلُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَإِنِّي لاَ أَتْرُكُ بَعْدِي أَعَزَّ عَلَيَّ مِنْكَ، غَيْرَ نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّ عَلَيَّ دَيْنًا فَاقْضِ، وَاسْتَوْصِ
بِأَخَوَاتِكَ خَيْرًا، «فَأَصْبَحْنَا، فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ وَدُفِنَ مَعَهُ
آخَرُ فِي قَبْرٍ، ثُمَّ لَمْ تَطِبْ نَفْسِي أَنْ أَتْرُكَهُ مَعَ الآخَرِ، فَاسْتَخْرَجْتُهُ
بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ، فَإِذَا هُوَ كَيَوْمِ وَضَعْتُهُ هُنَيَّةً غَيْرَ أُذُنِهِ»
|
وكونوا مثل ما تربينا
نحب بعضنا بعضاً ولا يأتي وقت تحصل الفرقة بينكم وأوصيكم بطاعة أخي خاطر
فيما يخص أمور العائلة .
|
وهكذا يكون حسن العهد وحفظ ما ربي عليه والخوف على
زواله عند حدوث الدنيا وانفتاحها ففي صحيح البخاري (4/ 96)
عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ الأَنْصَارِيَّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ،
فَوَاللَّهِ لاَ الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ
تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا
كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ»
|
وأوصيكم بطاعة ولي الأمر والتمسك بما يجعلكم آمنين
مطمئنين .
|
وهذه وصية عظيمة بها أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ففي صحيح مسلم (3/ 1467)
عَنْ أَبِي صَالِحٍ
السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ
وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ»
|
علي بعض الديون قد أخبرت منصور الخزمري بها أوفوها ولا
تجعلوا للناس عندي حقاً .
|
كما مر في حديث
والد جابر رضي الله عنه
والدين يستهين به البعض وفي صحيح مسلم (3/ 1501)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ،
أَنَّهُ سَمِعَهُ، يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
أَنَّهُ قَامَ فِيهِمْ فَذَكَرَ لَهُمْ أَنَّ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالْإِيمَانَ
بِاللهِ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ
إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ، تُكَفَّرُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ، إِنْ قُتِلْتَ فِي سَبِيلِ اللهِ،
وَأَنْتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ، مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ»، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَيْفَ قُلْتَ؟» قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ
فِي سَبِيلِ اللهِ أَتُكَفَّرُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ، وَأَنْتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ، مُقْبِلٌ غَيْرُ
مُدْبِرٍ، إِلَّا الدَّيْنَ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ لِي ذَلِكَ»،
|
ولا تنسوني من دعواتكم ولا تبكون علي فالله أرحم بي
منكم وأنا أسأل الله وأنا أكتب هذه الوصية أن أكون شهيداً فهي خير ما يوصل العبد
لجنة ربه اعملوا ما تستطيعون لي من صدقة ماء ودعاء واستسمحوا لي من زملائي
بالعمل ورفاقي بالديرة وكل من تعرفون
أجعلوهم يسامحونني .
|
|
وأوصيكم بأن ما بقي من ملكي يسلم لأمي وهي لها حرية
التصرف فيه
|
وهكذا البر يفعل بأصحابه فأنت ومالك لأبيك .
|
وادفعوا عن والدي مبلغ شهري من راتبي كصدقة عنه .
|
وهذا ما يسمى بالبر بعد موت الوالدين فقد علمتنا يا
أنور كيف تبر والدك وأنت وأياه في عالم الأموات .
|
ووصيتي هذه أكتبها أنا ومنصور الخزمري وأريد أن يقرأها
على رؤوس الجميع سائلا الله أن لا يحرمني فضله وجنته وأسأل الله أن يغفر لي.
|
وهذا ما يسمى الإشهاد على الوصية
|
وسامحوني ي إخوتي أن كنت قد أخطأت عليكم بيوم من الأيام
ولا تنسوني من دعواتكم سائلاً الله أن ألقاكم بجنته جميعاً والسلام عليكم ورحمة
الله وبركاته .
|
والوصية بالدعاء سنة نبوية ففي مسند أحمد مخرجا (1/
325)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ اسْتَأْذَنَهُ فِي الْعُمْرَةِ فَأَذِنَ
لَهُ ، وقَالَ: «يَا أَخِي، لَا تَنْسَنَا مِنْ دُعَائِكَ» وَقَالَ بَعْدُ فِي الْمَدِينَةِ:
«يَا أَخِي، أَشْرِكْنَا فِي دُعَائِكَ» فَقَالَ عُمَرُ: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا
مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، لِقَوْلِهِ: «يَا أَخِي»
|
أخوكم / أنور بن أحمد سعيد الزهراني .
|
الخطبة الثانية
وبعد هذا الاستعراض لخطبة الشهيد بإذن الله أنور رحمه
الله
نوجه الحديث لنا أنفسنا يا من تنعمنا بالأمن الذي بذلوا
من أجله دماءهم وفارقوا عيالهم وأهليهم وأموالهم
هل خلفناهم بخير
إلى من يسهرون الليالي في بضخ وإسراف وخيلاء وبذل فيما لا
يرضي الله
إلى من سهروا الليالي على المعاصي
إلى من ناموا عن الصلوات الخمس
إلى من أكلوا الحرام والسحت والرشوة والغلول والربا
إلى من سافروا في معصية الله وإلى معصيته
إلى من عقوا أمهاتهم وأباءهم إ
إلى من ضلوا في ظلمات المخدرات
إلى من قطعوا الأرحام
إلينا كلنا ماذا خلفنا الغزاه هل خلفناهم بخير هل دعونا
الله لهم وهل قمنا بحقهم ..
يومَ تجثوا كل أمّة .. في دياجير الملمّة ..
للسؤال عنِ المهمّة .. هل أجبتم الرسولْ ؟!
يوم يأتي الناس وفدا .. وعظيمُ القومِ عبدا ..
هل ظننتم فيها خلدا .. وبقاءٌ لا يزول ..
يومــهــا مــاذا نــقــول .. ؟!
يوم لا ينفع مالٌ .. أو خليلٌ أو عيالٌ ..
كلهم شرٌ وبالٌ .. إلا من نالَ القبول ..
يوم يخشى الناسَ نارٌ .. ودخانٌ ودمارٌ ..
وامتهانٌ واحتقارٌ .. فتطيرُ له العقولْ ..
يومــهــا مــاذا نــقــول .. ؟!
يومَ رايتنا تنادي .. أينَ حي على الجهادِ ..
يوم صاحَ بها المنادي .. أينَ أينها العقولْ ..
يوم نُسأل عن كرامة .. عن ضعيفٍ عن يتامى ..
قومَناَ خوضوا الحمى .. فالشهيدُ له القبولْ ..
يا شهيداً قد أنارَ .. دربنا نوراً ونارَ ..
للأعادي قد أغارَ .. يقتفي نهجَ الرسولْ ..
في جنانِ الخلدِ تزهى .. فهي للشهداءِ مأوى ..
لذّةٌ أجرٌ وقربى .. يومَ أقدامٌ تزولْ
للسؤال عنِ المهمّة .. هل أجبتم الرسولْ ؟!
يوم يأتي الناس وفدا .. وعظيمُ القومِ عبدا ..
هل ظننتم فيها خلدا .. وبقاءٌ لا يزول ..
يومــهــا مــاذا نــقــول .. ؟!
يوم لا ينفع مالٌ .. أو خليلٌ أو عيالٌ ..
كلهم شرٌ وبالٌ .. إلا من نالَ القبول ..
يوم يخشى الناسَ نارٌ .. ودخانٌ ودمارٌ ..
وامتهانٌ واحتقارٌ .. فتطيرُ له العقولْ ..
يومــهــا مــاذا نــقــول .. ؟!
يومَ رايتنا تنادي .. أينَ حي على الجهادِ ..
يوم صاحَ بها المنادي .. أينَ أينها العقولْ ..
يوم نُسأل عن كرامة .. عن ضعيفٍ عن يتامى ..
قومَناَ خوضوا الحمى .. فالشهيدُ له القبولْ ..
يا شهيداً قد أنارَ .. دربنا نوراً ونارَ ..
للأعادي قد أغارَ .. يقتفي نهجَ الرسولْ ..
في جنانِ الخلدِ تزهى .. فهي للشهداءِ مأوى ..
لذّةٌ أجرٌ وقربى .. يومَ أقدامٌ تزولْ
دعاء
لا إله إلّا الله الملك الحقّ المبين اللهم تقبل في الشهداء عبدك أنور الزهراني وزملاءه الذين استشهدوا دفاعاً عن دينك وبلاد الحرمين وقتالاً للروافض المجرمين اللهم احفظ المسلمين في الشام واليمن وسائر بلاد المسلمين اللهم وفقنا لك خير وباركنا وسددنا ...
تعليقات
إرسال تعليق