إذا بايعتم فلا تصدموا بالفخ ...!!
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف
المرسلين وعلى من اتبع هداه إلي يوم الدين أما بعد :
فإن الأمة اليوم في شغل شاغل لما يدور في بلاد الشام
والكل متعلق بالعلي الأعلى ألا يخزي الأمة وألا يضع
جهادها وأن يجعل العاقبة لها .
إن من أكثر أحداث الشام ما شاع وتداوله الناس ما يعرف بـ بدولة
الإسلام في العراق والشام وما يدور حولها من مؤيد
ومعارض .
ومن أعجب ما ظهر مبايعة بعض من كان يعاديها إما
اقتناعاً أو رضوخاً للواقع .
ونبدأ بأعجب أمرين في مشهد دولة الإسلام في العراق
والشام .
الأول : هو طعن المؤيدين لها في المعارضين بأنهم
لا يريدون تطبيق الشريعة والتحاكم إلى شرع الله وأنهم
أعداء للدين والشريعة وأولياء للكفار .
الثاني : أن كثير من المعارضين لأمر الدولة لا تجد
في معارضتهم المبرر الحق الذي يجب ذكره أولاً والذي
يهون دونه كل أمر فتجدهم يرددون ما وقع منهم من
مظالم وما صدر منهم من رفض للتحاكم لكنهم لم يذكروا
أخطر ما في مسألة الدولة ومبايعتها .
ولو كان الأمر قضية مظالم فالأمة متفقة على أن كثيراً
من ولاة الأمة في أعصارها السابقة من خلفاء وأمراء
لم يسلموا من نوع ظلم وأثرة إلا أن الأمة مجمعة
على صحة بيعتهم والسمع والطاعة لهم .
فما هو الأمر الأخطر في مسألة ما يسمى بالدولة الإسلامية
في العراق والشام ؟
نبدأ بما يتفق عليه الجميع من المتحمسين لموالاة
الدولة والمعارضين
هو ما يجاب به عن سؤال يتكرر لماذا ولي أمر هذه
الدولة وقائدها الأعلى وما يتسلسل منه وإليه من رسل متخفون متقنعون لا يوصل إليهم إلا بوسائط ؟
يجيب المتعاطفون مع الدولة والمتحمسون لها بأن الدولة
وقائدها في مرحلة توجب عليهم هذا التقنع والتخفي لما
يجدون من شراسة العدو واستهدافه للقادة عند ظهورهم
وأن هذه المرحلة سيتبعها مرحلة للظهور عند تمكن
الدولة .
هذا جوابهم وهو إقرار منهم بنوع من الضعف في هذه
الدولة يرجون أن يرفع وأن يتخلص منه بعد حين !
وهنا وبعد أن كشف الجرح وأتفق على وجوده
نقول لكل من له علم بالشريعة قل أو كثراً خاصة من
ينسبون إلى الدولة من الشرعيين نقول لهم قائد يمر بهذا
الضعف والذي يجعله يتخفى ويحتاج فيه إلى الوسطاء وهو لم يظهر ويعرف من قبل
هل يكون له بيعة شرعية ؟
وهل يمكن لمن تحته أن يقيموا الحدود الشرعية !
يا معشر العقلاء هنا فخ لا يمكن أن يغفله من له
علم بالشرع وهو أن هذا الحاكم خاضع للوسطاء بينه وبين
الناس ومن هؤلاء الوسطاء والذين يملكون أمره وماذا
يمكن أن يحدثوا
...
أي فخ أعظم من هذا ؟
ولا شك أن الأمة مرت في سابق عهدها بشيء شبيه بذلك
مثل ما حدث في قيام الدولة العباسية من الدعوة إلى
الرضا من آل محمد وكان الجميع يظن أنه من آل علي وظهر واقع مفجع مؤلم وسفكت دماء واستبيحت أعراض ولم يكن واقع من ظهروا إلا أشر من بني أمية !
إلا أن الواقع اليوم يختلف تماماً
فإن الأمة في ذلك العصر هي المسيطرة ولا يوجد أمة من على وجه الأرض تملك التدخل فيها فهو صراع بين أولي
الملك العضوض ممن ينتسب للأمة .
أما في زماننا هذا فإن الأمر يختلف وقد ظهر لكل
متابع أن من يملك أمر الوسطاء في هذه الدولة لا يمكن أن يكون بعيداً عن أنظار العدو الصليبي المهيمن ونشير
إلى بعض ما ظهر في هذه الدولة مما لا يختلف فيه أحد مما يدل على أن العدو المهيمن يملك أو يدير أولئك
الوسطاء .
فمن ذلك :
1- الغطاء الجوي لتحركات لا نقول أفراد من
الدولة ولا معدات ومركبات منفردة بل تحرك أرتال من
السيارات والمعدات الثقيلة دون أن تمس أو تتعرض
لقصف من عدو يتصيد ويرصد تحركات أفراد من أعدائه
ولا يخفى ما تعرض له قادة القاعدة فكيف يقع أمام
أنظار العالم تحركات تلك الأرتال والعدو لم يترك المدن من
دكها بالصواريخ والبراميل .فنقول أنى لكم هذا ؟! ؟
2-صورة التمويل والتسليح الذي يتمتع به أفراد
هذه الدولة ففي وقت يخرج الشاب المتحمس للدفاع عن
المسلمين وعن أعراض المسلمين يخرج من بلده وهو يعلم
ويرى ما فيه أهل الإسلام من ضعف وتسلط للعدو
فإذا تلك الأيدي المتخفية المتلثمة تتلقفة لتسلحه
بأعتى السلاح وتجنده وتتكفل له بما يحتاج فهل هذا في صف
المستضعفين أو هو في صف العدو المتسلط .
3-ما ينخرط فيه جنود تلك الدولة من حرب على
من زعموا أنهم خرجوا لنصرتهم فيتسلطون على
المستضعفين من المسلمين ممن سبق وتسلط عليهم العدو
الداخلي والخارجي
.
4-ما ظهر من حربهم على أهل السنة دون غيرهم
وتسلطهم على من زعموا ردتهم فأين حربكم على المتفق
على كفرهم من الكفار الأصليين ؟ تجد أنهم يدعون
حربهم ولكن الواقع يشهد أنهم لم يغزوهم في ديراهم ولم
يتلذذوا بقطع أعناقهم !
5-عدم مبالاتهم بأصل عظيم من أصول السياسة
الشرعية ألا وهو الحرص على نقاء سمعة الإسلام مما لا
يليق به مما قرره الرسول صلى الله عليه وسلم في
ترك قتل المنافق الذي تولى كبره حين قال ( لا يتحدث
الناس أن محمداً يقتل أصحابه ) وهؤلاء المنتمون
لتلك الدولة المقنعة لا يبالون بذلك .
6-جراءتهم على دماء المنتسبين للإسلام في
القتل وطريقة القتل وطريقة التخلص من الجثث بعد التصفية
بطريقة تدل على أن من يديرهم هي أيدي الأعداء .
7- مهادنتهم المتفق بين المسلمين أنهم محاربون
أعداء وأن يد القصاص لم تنل منهم شيئاً يذكر من جرائمهم بل
جرائمهم مستمرة قائمة من النصيرية .
8-سرعة قتلهم لمن ينتمي لقتال الدولة النصيرية
من المجاهدين بأبشع صورة بينما يخرج العديد من الضباط
النصيرية ممن وقع في أيديهم ويعود إلى أهله في كامل
عافيته فضلاَ فلا يقتل والا يتلذذ بقتله ونبذه !
9- الغطاء الإعلامي ففي وقت تحذف فيه المقاطع
التي يرفعها مجاهدو الشيشان في وقت قصير تبقى مقاطع
الدولة على مواقع الكل مجمع على أن من يمتلكها هم
اليهود والنصارى دون أن تمسك مع كثرة الداخلين إليها
والمتصفحين لها .
10- وهذه من أخطرها أن هذه الدولة التي تزعم
كفرها بحدود ساسبيكو هي من يسير على ما رسم من خارطة
للشرق الأوسط الجديد وهذه الحقيقة نص عليها صاحب
كتاب خارطة الدم د. وليد الهويني أن من أغرب ما
سيظهر أن ممن سيساهم في تقسيم المنطقة هم الحركات
الجهادية التي وقعت في فخ التآمر الدولي !
هذه الدلائل تدل على أن من يمسك بزمام هذه الدولة
من الوسطاء هم ولا شك لدى من له أدنى بصيرة وعلم
بالتاريخ والواقع يخضعون بصورة مباشرة للعدو المتسلط
على الأمة وأن النتائج ستكون مذهلة عند ظهورها
لمن أغتر بها ممن حمله على مبايعة الدولة الحماس
وما يجد من تسهيلات ومن هالة إعلامية مغطاة ممن تدعي
الدولة معاداته والحرب عليه .
فما هي الصورة أو النماذج المتوقع ظهورها عند كشف
اللثام !
النموذج الأول : دولة ترفع راية الإسلام وهي جزء
من النظام الدولي الجديد ويتم التخلص من سواعد البناء لهذه
الدولة بطريقة التخلص من الإخوان في الجزيرة
1340هـ ومن العجب أن يذكر ما حدث من تممد وتدرج من ( نجد ) إلى ( نجد والحجاز ) ثم
ما تليها وهو يشبه تدرج الدولة .
وبهذا يصدم المناصرون بما لم يكونوا يحسبون لجهلهم
بالتاريخ وتحمسهم دون رجوع لأهل النظر ممن يستنبطون من الأحداث ما وراءها ومن النقع
ما خلف الأكمة .
النموذج الثاني : أن يعلن مقتل القائد المقنع ويعلن
تفكك تلك الدولة لعدم وجود نظام معلن لانتقال السلطة فضلا
أن تلك السلطة هي بيد من هو مقنع ومن يحتاج في وصوله
إلى أتباعه وسائط أكثر غموضا منه وبهذا يكون
طوي كل جهاد أهل الشام ومن هاجر إليهم من الشباب
الذي خرج لنصرتهم بعد أن سفك دم كل واحد منهما الآخر .
النموذج الثالث : وهو بعيد جداً إلا أن يشاء الله
وهو بحاجة إلى تضحيات جسام
وهو أن يفطن من خدع بهذه الدولة المقنعة ممن هو
صادق في نصرة الإسلام ويعلن البراءة من كل ما هو
مصدر للريبة من الوسطاء ويعلن نظام شرعي على منهج
النبوة في تداول السلطة ( الخلافة ) وعند هذا
فالمتوقع أن كل تلك التسهيلات سينقض العدو عليها
فتقصف الأرتال والتجمعات ويضرب الحصار ويدعم المحاربون لها وقد يحدث ما هو مفارقة فيتبين
لمن عادها من قبل تصحح مسارها فينضوي تحت رايتها
ولا ندري لعله ينقلب الأمر على من كاده .
هذه إشارات لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
تعليقات
إرسال تعليق