التنبؤ بحدوث الكسوف والخسوف قديم وهو لا ينفي الحكمة منه وهو تخويف العباد ولفت انتباههم للآيات الكونية
يقول جوناثان سيتز، أستاذ مساعد في التاريخ في جامعة دريكسل: “هذه الأحداث ليست عشوائية، وهو أمر مذهل بحد ذاته. لقد توصل سكان بلاد ما بين النهرين إلى هذه النتيجة أولاً، ويعود هذا بشكل جزئي إلى أنهم كانوا يسجلون كل شيء. وقد فعلوا هذا لأنهم أحسوا أن هذه الظواهر ليست مجرد ظواهر طبيعية عشوائية، بل إنها تحمل معنى ما”. تمتد سجلات سكان بلاد ما بين النهرين إلى حوالي سنة 700 قبل الميلاد، وقد تمكنوا بفضلها من تحديد طول دورة ساروس، وهي الفترة الفاصلة بين كل تراصفين للقمر والأرض والشمس لحدوث كسوف. وتكتمل هذه الدورة مرة كل 18 سنة و10 أيام (11 في السنة الكبيسة) و8 ساعات، متسببة بإلقاء ظل على الأرض. وتعني الساعات الثماني الزائدة أن موضع الخسوف يتغير مع مرور الزمن ودوران الأرض. على الرغم من أن الفلكيين القدماء لم يكونوا قادرين على رصد جميع المرات التي اكتملت فيها دورة ساروس، حيث يمكن للكسوف أن يحدث في عرض المحيط أو مناطق غير مأهولة، فقد تمكنوا من استنتاج التوقيت بشكل يكفي لتوقع موعد الكسوف التالي. ولكن في تلك المرحلة من التاريخ، كانوا يعرفون فقط موعد الكسوف، أما السبب والكيفية فلم يأتيا إلا لاحقاً....